الأحد ٠٨ / يونيو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

المتشبهون بالأغنياء



ما يلفت النظر هذه الأيام ظاهرة غريبة بعض الشيء على مجتمعنا المصري المسلم وهي أن كثيرا من محدودي الدخل والذين يعانون أزمات مادية يتصرفون بطريقة تشبه سلوك الأغنياء.


ولكي أكون منصفا فهذا السلوك ليس عامًا على كل الفقراء، بل يعتمد على الفئة العمرية والسمات الشخصية، والثقافة، والبيئة الاجتماعية وقد يكون من الأفضل عدم الحكم على هذه السلوكيات بشكل سطحي، لأنها غالبًا ما تنبع من دوافع نفسية أو اجتماعية عميقة.

في وجهة نظري أن متابعة وسائل التواصل الاجتماعي وما تتضمنه من أنماط حياة الرفاهية كالتصوير في الرحلات الخارجية والمطاعم والفنادق الفخمة كل هذه المظاهر قد تشعر الفرد بضرورة محاكاة هذا النمط ليشعر بالقبول أو لتجنب الإحساس بالنقص. ولتعزيز ثقته بنفسه يتصرف كـ”الأغنياء”، سواء من خلال الإنفاق على الملابس أو "التدخين بأنواعه (الشيشة والفيب والأنواع الفاخرة من السجائر) أو اقتناء أغلى الهواتف والذهاب إلى المشاتي والمصايف وكذلك المبالغة في إقامة حفلات أعياد الميلاد وذكرى الزواج والخطوبة وغير ذلك.


أعتقد أن المتشبهين بالأغنياء يعانون من جهل مالي وسوء في إدارة مواردهم فإظهار الكرم أو الإنفاق بغير تخطيط، يدفعهم دائما إلى التصرف بما يتجاوز إمكانياتهم المادية ويوقعهم في شرك الديون والإحساس الدائم بالضيق والحزن وعدم الرضا عن الذات والأهل والمجتمع المحيط به ككل.

وفي هذا المقام تحضرني كلمة قالها لي أخي مفادها "أن حياة كل إنسان ينقصها شيء ما ولا يكتمل هذا النقص إلا بالرضا".

موضوعات ذات صلة