
عادات وتقاليد أهالي بني سويف في عيد الاضحي

عادات وتقاليد أهالي بني سويف في عيد الاضحي
الكشك المطبوخ والفتة والرقاق تتصدر الموائد
جلسات المندرة تجمع العائلات تحت سقف واحد
كتب : محمد سيد
تعيش محافظة بني سويف حالة من البهجة والسعادة مع إقتراب عيد الاضحي المبارك.
ولأهالي بني سويف تقاليد خاصة في هذه المناسبة الطيبة التي تحفر في ذاكرة الجميع ووجدانه كل ما هو جميل خاصة مع إحياء سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام في الذبح والتضحية .
تبدأ تلك العادات عقب انتهاء صلاة العيد مباشرة حيث تتوجه كل عائلة باللبس الأبيض الى الجزارة أو "الكارة" أو حتى أمام بيوتهم التى ستشهد ذبائحهم ويتجمع أمام الأضحية الكبير والصغير ويشهد الجميع الذبح والتقطيع وتقسيم الأضاحي التي يتشارك في شرائها الأهل وعقب تسلم كل أسرة نصيبها يبدأ الجميع في توزيع اللحم على الفقراء والأقارب والجيران وتسارع الأم بالحصول على نصيب إفطار أسرتها وتذهب مسرعه للمنزل لإعداد الإفطار والذى يكون عادة فى بنى سويف وجبة الكشك المطبوخ باللحم أو الفتة التى يعرفها الجميع أو الرقاق.
أما ثانى العادات في المحافظة فهى قيام صاحب الأضحية وأبناؤه بغمس أيديهم في دماء الأضحية ويضع كفيه على حائط المنزل ليبعد العين والحسد عنه أما عند العائلات الكبيرة فالأمر يختلف فالذبح يكون داخل "المندرة" أى دار المناسبات الخاصة بكل عائلة وعقب الذبح يصطف الفقراء فى طابور للحصول على نصيبهم من الأضحية بينما يقوم شباب العائلات بالتوزيع على الجيران والأقارب .
وقبل العيد بأيام تبدأ السيدات خاصة في الريف بخبز العيش البيتي الطري و"الفصوص" وهي عبارة عن تقسيم الرغيف الى نصفين وإعادة إدخاله للفرن لتحميصه وجعله يابسا فلا يصيبه العفن وهو ما يستخدم في الفتة بعد ذلك.
تقول الحاجة ام سعد من قرية تزمنت الشرقية :الفرن الفلاحى موجود فى كل بيت ومهما اتطورت الدنيا هيفضل لانه مستعمل منذ ايام الفراعنة لم يتغير ويتميز بقدرته على استقبال الرقاق و"البتاو" دون أى فرن آخر كما أنه يضفى نكهة مميزة على المخبوزات دون غيره.
وأضافت انها قبل العيد باسبوع على الاقل تستعد هى واختها الحاجة منيرة وزوجات ابنائها الثلاثة تحت اشراف حماتها فى تجهيز الدقيق والذرة وتنظيف البيت والفرن بينما نطهو اللحم على الفرن الذى يعمل بالبوتوجاز وتقسم النساء منهن من ينظف الأحشاء لتجهيز المنبار والكرشة والفشة ومنهن من يقطع اللحم بينما تتفرع سيدة لطهو الكبد والكلاوى لإطعام الصغار حيث يتأخر الإفطار الى وقت الظهيرة بينما يتفرغ الرجال للتهنئة والزيارات السريعة للأهل والأقارب.
وفي المدن تختلف عادات الطهو وإفطار العيد عن الريف فالكشك المطبوخ يتصدر المشهد وهي وجبه غنية بالفيتامينات ويتلذذ بها الكبير والصغير وتؤكد الحاجة نجاح علي سرحان بالمعاش أن تلك الوجبة تنافس الفتة في بنى سويف وتعتاد النساء على طبخها باللحم وبدون لحم فهى وجبة غذائية متكاملة ولا تكلف السيدة سوى القليل.
وقدمت الحاجة نجاح وصفة الكشك المطبوخ السويفي لمن يرغب في تذوقه فهي تقوم بسلق لحم الأضحية وفي المرق تضع بعض حبات الكشك الجاف فى إناء صغير وتضع عليه المرق بمقدار كوبين وتتركها لتتخمر ثم تقوم بتحمير البصل وتضع نصفه على الكشك المخمر فى المرق والنصف الآخر يستخدم فى تزيين "صينية" الكشك.
وأضافت بأن الخطوة التالية نقوم خلالها بوضع ماء فاتر على نصف كوب صغير من الدقيق حتى يذاب ويصبح كاللبن الحليب ثم نقوم بوضع الكشك المختمر فى المرق بالبصل على النار حتى "يغلى " مع التقليب المستمر ونسكب عليه الدقيق المذاب حتى يتماسك قوام الكشك ونخلط معه ملعقتين من الصلصة التى يتم تسبيكها مسبقا .
أما. الخطوة التالية فهي عبارة عن تكسير قطع "البتاو" أو الرقاق ووضعها فى إناء آخر مليء بالشوربة لمدة دقيقة ثم نخرجه ونضعه فى "صينية" كبيرة ونسكب فوقه الكشك المطبوخ ونضع فوقه فى النهاية البصل المتنبقى من التحمير والصلصة ويقدم ساخنا مع اللحم المسلوق.
ويقول أحمد فتحي موظف أن كل عائلة تمتلك دار مناسبات في قري ومدن بني سويف تتجمع فيها العائلات مساء أو صباح أول أيام عيد الاضحي ليسلم الكبير علي احبائه ويتعارفوا علي الوفود الجديدة من كل أسرة بالزواج أو الإنجاب ويتبادلوا العيدية ويزيدوا من ربط أواصر المحبة وصلة الأرحام خاصة في ظل تشعب العائلة وزيادة أبنائها.
ويعتاد الاهالى فى ثانى أيام العيد على الخروج إلى إحدى الحدائق أو المتنزهات العامة لإدخال البهجة على الأطفال منذ الصباح حتى المساء مصطحبين معهم الطعام والشراب ويتميز العيد الكبير عن غيره فى حصول كل العاملين خارج المحافظة علي أجازات من أعمالهم ويقضوا أيام العيد وسط الأهل فى كما تكثر فيه الأفراح سواء الخطبة أو الزواج عن غيره من المناسبات.