
تجميل القبيح

المتابع للموقع الرسمي لمديرية التربية والتعليم في بني سويف يشعر أننا في المدينة الفاضلة فالطلبة يحصلون على أعلى الدرجات ويحصدون الجوائز المحلية والإقليمية والدولية وترتيبهم الأول دائما على مستوى الجمهورية.. والمعلمون نعم القدوة والحرص على التواجد والانتظام في المدرسة والخوف على مصلحة الطلاب.. أما المدارس فهي مجهزة وفقا لأعلى المعايير العالمية.. بينما الواقع غير ذلك!
المتابع للعملية التعليمية في محافظتي يرى العجب العجاب فالمدرسون متغيبون طوال العام ومن يذهب للمدرسة منهم يشرح 3 أو 4 دروس في الحصة الواحدة ثم يوجه الطلاب ضمنيا بعدم الحضور للمدرسة والجلوس في البيت بل أغلبهم يحدد مواعيد الدروس الخصوصية في الصباح بما يدفع الطلبة للغياب.
وبخصوص الطلبة فهم يذهبون للمدرسة للقاء أصحابهم واللعب داخل الأسوار بعيدا عن الرقابة المنزلية بخلاف المشاجرات و"شغل العصابات" الذي يمارسونه خارج أسوار المدرسة.
أعلم أن هذه المشاكل أكبر من المديرية وأكبر من المحافظة نفسها لأن هناك عجزا يصل إلى أكثر من 500 ألف مدرس على مستوى الجمهورية وهذا العدد يزداد عاما بعد الآخر بسبب الخارجين على المعاش.
لم أرغب في الكتابة عن حال التعليم في محافظتي لكن ما حدث اليوم من انقطاع للتيار الكهربائي وتأخر أكود بعض الطلبة للدخول للامتحان ذكرني بالزحام الكبير الذي حدث في أول أيام الامتحانات عند مراكز التوزيع وتأخر أوراق الاختبارات بعض المدارس لأكثر من نصف الساعة هذا بخلاف إحدى المدارس التي تبدلت أرقام جلوس طلبتها مع مدرسة أخرى.
وفي الوقت الذي يحدث فيه ذلك نرى المتابعة الدقيقة من المحافظة والمديرية والزيارات المكوكية للسيدة وكيلة الوزارة في كل المراكز واللجان فما الحال لو كان لدينا مسؤولون مهملون.